اخترنا لكم : أبو خزرج

روى عن فضيل بن عثمان الأعور، وروى عنه أحمد بن أبي عبد الله. الكافي: الجزء ٧، كتاب الديات ٤، باب في القاتل يريد التوبة ١٧، الحديث ٢. وروى عن مصعب بن سلام التميمي، وروى عنه أحمد بن محمد بن خالد، باب ضمان ما يصيب الدواب ٤٣ من الكتاب، الحديث ٦، ورواها الشيخ في التهذيب: الجزء ١٠، باب ضمان النفوس وغيرها، الحديث ٩٠١. أقول: هذا هو الأنصاري الآتي.

محمد بن الحسن بن دريد

معجم رجال الحدیث 16 : 227
T T T
قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (٧٥٩): «الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي: عالم، فاضل، أديب، شاعر، نحوي، لغوي، له كتب ومؤلفات، منها: كتاب الجمهرة في اللغة كبير، وله ديوان شعر.
وقد عده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت(عليهم السلام) (المجاهرين).
ومن شعره قوله:
إذا زجرت لجوجا زدته علقا* * * ولجت النفس منه في تماديها
فعد عليه إذا ما نفسه جمحت* * * باللين منك فإن اللين تنبيها
و قوله:
أهوى النبي محمدا ووصيه* * * وابنيه وابنته البتول الطاهرة
أهل العباء فإنني بولائهم* * * أرجو السلامة والنجا في الآخرة
أرجو بذاك رضى المهيمن وحده* * * يوم الوقوف على ظهور الساحرة
و له مقاطيع محبوكة الطرفين، وقصيدة في المقصور والممدود، وله المقصورة المشهورة، طويلة أكثر من مائتي بيت وفيها حكم وآداب لطيفة، منها:
إذا ذوي الغصن الرطيب فاعلما* * * أن قصاراه نفاد وتوى
رضيت قسرا وعلى القسر رضى* * * من كان ذا سخط على صرف القضا
إن الجديدين إذا ما استوليا* * * على جديد أدنياه للبلى
خير النفوس السائلات جهرة* * * على ظباة المرهفات والقنا
و الحمد خير ما اتخذت جنة* * * وأنفس الأذخار من بعد التقى
و الناس كالنبت فمنهم رائق* * * غض نضير عوده مر الجنى
و منه ما تقتحم العين فإن* * * ذقت جناه انساغ عذبا في اللها
و الشيخ إن قومته من زيغه* * * لم يقم التثقيف منه ما التوى
كذلك الغصن يسير عطفه* * * لدنا شديد غمزه إذا عسا
من ظلم الناس تحاموا ظلمه* * * وعز فيهم جانباه واحتمى
لا ينفع اللب بلا جد ولا* * * يحطك الجهل إذا الجد علا
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما* * * راح به الواعظ يوما أو غدا
من لم تفده عبرا أيامه* * * كان العمى أولى به من الهدى
من لم يقف عند انتهاء قدره* * * تقاصرت عنه فسيحات الخطا
و الناس ألف منهم كواحد* * * وواحد كالألف إن أمر عنا
و اللوم للحر مقيم رادع* * * والعبد لا يردعه إلا العصا
و قد ذكره عبد الرحمن بن محمد الأنباري، في كتاب طبقات الأدباء، فقال: طلب علم النحو، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وكان من أكابر علماء العربية، مقدما على اللغة، وأنساب العرب وأشعارهم، وأخذ عنه أبو سعيد السيرافي، وأبو عبد الله المرزباني، وكان شاعرا كثير الشعر، فمن ذلك المقصورة المشهورة، ومنه أيضا القصيدة المشهورة التي جمع فيها المقصور والممدود إلى غير ذلك.
وقال محمد بن رزق الأسدي: كان يقال: إن أبا بكر بن دريد، أعلم الشعراء، وأشعر العلماء، وله من الكتب: كتاب الجمهرة في اللغة، وكتاب الإشتقاق، وكتاب الأنواء (و كتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير)، وكتاب الملاحن، وكتاب أدب الكتاب، وكتاب المجتنى، وكتاب المقتنى، إلى غير ذلك .. وقال حمزة بن يوسف: سألت أبا الحسن الدارقطني، عن ابن دريد فقال: تكلموا فيه .. وذكر ابن شاذان، أن ابن دريد مات سنة (٣٢١)، وذكر أنه مات هو وأبو هاشم الجبائي، في يوم واحد، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام، بموت ابن دريد وأبي هاشم ورثاه جحظة.
(انتهى).
والظاهر أنهم تكلموا فيه بالتشيع، والسيد المرتضى في الدرر والغرر كثيرا ما يروي عن علي بن الحسين الكاتب، عن ابن دريد، وعن أبي عبد الله المرزباني، عن ابن دريد، وهو محمد بن الحسن بن علي بن عبد الله بن سعيد بن دريد.
وذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين وأثنى عليه.
وقد ذكره ابن خلكان، وذكر نسبه إلى قحطان، وأثنى عليه، ونقل مدحه عن المسعودي وغيره، وذكر أنه اعتنى بقصيدته المقصورة خلق كثير وشرحوها، وذكر الكتب السابقة، وزاد عليها كتاب السرج واللجام، وكتاب المقتبس، وكتاب زوار العرب، وكتاب اللغات، وكتاب السلاح، وكتاب غريب القرآن،و كتاب الوشاح، قال: وله نظم رائق جدا.
قال: ومن مليح شعره قوله:
غراء لو جلت الخدود شعاعها* * * للشمس عند طلوعها لم تشرق
غصن على دعص تأود فوقه* * * قمر تألق تحت ليل مطبق
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها* * * أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
فكأنها من فرعها في مغرب* * * وكأنها من وجهها في مشرق
تبدو فيرمق بالعيون ضياؤها* * * الويل حل بمقلة لم تطبق»