اخترنا لكم : أبو طالب بن غرور

قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (١١٠٠): «أبو طالب بن غرور، عده العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي من الخاصة». أقول: ذكره الشيخ في ترجمة أحمد بن محمد بن عمران بن موسى (٩٨).

علي بن يقطين

معجم رجال الحدیث 13 : 243
T T T
قال النجاشي: «علي بن يقطين بن موسى البغدادي: سكنها، وهو كوفي الأصل، مولى بني أسد، أبو الحسن، وكان أبوه يقطين بن موسى داعية طلبه مروان فهرب.
وولد علي بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة وكانت أمه هربت به وبأخيه عبيد إلى المدينة حتى ظهرت الدولة ورجعت.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام موسى بن جعفر(عليه السلام) ببغداد، وهو محبوس في سجن هارون بقي فيه أربع سنين، قال أصحابنا: روى علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(عليه السلام) حديثا واحدا، وروى عن موسى(عليه السلام) فأكثر، له كتاب مسائله.
أخبرني أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن علي بن عمران، عن رجل من أهل المدائن، عن علي بن يقطين».
وقال الشيخ (٣٩٠): «علي بن يقطين (رحمة الله عليه) : ثقة، جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى(عليه السلام)، عظيم المكان في الطائفة، وكان يقطين من وجوه الدعاة فطلبه مروان فهرب.
وابنه علي بن يقطين هذا ولدبالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة، وهربت به أمه وبأخيه عبيد بن يقطين إلى المدينة، فلما ظهرت الدولة الهاشمية، ظهر يقطين، وعادت أم علي بعلي وعبيد، فلم يزل يقطين في خدمة السفاح والمنصور ومع ذلك كان يتشيع ويقول بالإمامة، وكذلك ولده، وكان يحمل الأموال إلى جعفر الصادق(عليه السلام) .
ونم خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما، وتوفي علي بن يقطين (رحمه الله) بمدينة السلام ببغداد، سنة اثنتين وثمانين ومائة وسنه يومئذ سبع وخمسون سنة، وصلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد، وتوفي أبوه بعده سنة خمس وثمانين ومائة، ولعلي بن يقطين (رضي الله عنه) كتب منها: كتاب ما سئل عنه الصادق(عليه السلام) من الملاحم، وكتاب مناظرة الشاك بحضرته(عليه السلام)، وله مسائل عن أبي الحسن موسى بن جعفر(عليه السلام) .
أخبرنا بكتبه ومسائله، الشيخ المفيد (رحمه الله)، والحسين بن عبيد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله، والحميري، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، كلهم عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، عن أبيه علي بن يقطين، ورواها أبو جعفر ابن بابويه، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن أحمد بن هلال، عنه».
وعده في رجاله في أصحاب الكاظم(عليه السلام) (١٧)، قائلا: «علي بن يقطين: مولى بني أسد»، وكذلك ذكره البرقي.
وعده الشيخ المفيد ممن روى النص على الرضا علي بن موسى(عليه السلام) بالإمامة من أبيه، من خاصته، وثقاته، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته.
الإرشاد: باب ذكر القائم بعد أبي الحسن(عليه السلام) من ولده، فصل فيمن روى النص عليه بالإمامة من أبيه.
وعده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الكاظم(عليه السلام) .
المناقب:الجزء ٤، باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر(عليه السلام)، في فصل في أحواله وتواريخه(عليه السلام) .
وقال الكشي (٣٠٤): ١- «قال أبو عمرو: علي بن يقطين مولى بني أسد، وكان قبل يبيع الأبزار، وهي التوابل، ومات في زمن أبي الحسن موسى(عليه السلام)، وأبو الحسن(عليه السلام) محبوس سنة ثمانين ومائة، وبقي أبو الحسن(عليه السلام) في الحبس أربع سنين، وكان حبسه هارون».
«حمدويه وإبراهيم قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن علي بن يقطين أن أبا الحسن(عليه السلام) قد ضمن له الجنة».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام) : إن علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له، فقال: في أمر الآخرة؟ فقلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره فقال: ضمنت لعلي بن يقطين الجنة وألا تمسه النار أبدا».
«محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: خرجت عاما من الأعوام ومعي مال كثير لأبي إبراهيم(عليه السلام)، وأودعني علي بن يقطين رسالة يسأله الدعاء، فلما فرغت من حوائجي وأوصلت المال إليه، قلت: جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له، قال: للآخرة؟ قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره ثم قال: ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، وجبرئيل بن أحمد، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني يعقوب بن يقطين، قال: سمعت أبا الحسن الخراساني(عليه السلام) يقول: أما إن علي بن يقطين مضى وصاحبه عنه راض- يعني أبا الحسن ع-».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، وحدثني حمدويه وإبراهيم، قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: كنت عند أبي إبراهيم(عليه السلام) إذ أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبو الحسن(عليه السلام) إلى أصحابه فقال: من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله(ص) فلينظر إلى هذا المقبل، فقال له رجل من القوم: هو إذن من أهل الجنة، فقال أبو الحسن(عليه السلام) : أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة».
«حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن الكاهلي، قال: كنت عند أبي إبراهيم(عليه السلام) إذ أقبل علي بن يقطين وذكر مثله سواء».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، قال: سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين، أدخلا على أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال: قربوا مني صاحب الذؤابتين، وكان عليا، فقرب إليه فضمه إليه ودعا له بالخير».
«محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن داود الرقي، قال: دخلت على أبي الحسن(عليه السلام) يوم النحر، فقال مبتدئا: ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف إلا علي بن يقطين فإنه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت».
«حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين، عن علي بن يقطين، قال: رأيت أبا عبد الله(عليه السلام) في الروضة، وعليه جبة خز سفرجلية».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: قال العبيدي:قال يونس: إنهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا».
«حدثني حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قال أبو الحسن(عليه السلام) : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف».
«محمد بن إسماعيل، عن إسماعيل بن مرار، عن بعض أصحابنا أنه لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر(عليه السلام) العراق، قال علي بن يقطين: أ ما ترى حالي وما أنا فيه؟ فقال: يا علي إن لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي».
«محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال: قال أبو الحسن(عليه السلام) لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا، فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك، وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟ قال: فقال أبو الحسن(عليه السلام) : الثلاث اللواتي أضمنهن لك أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سقف سجن، قال: فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال: فقال: يا علي، وأما الخصلة التي تضمن لي أن لا يأتيك ولي أبدا إلا أكرمته، قال: فضمن له علي الخصلة وضمن له أبو الحسن(عليه السلام) الثلاث».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: روى بكر بن محمد الأشعري أن أبا الحسن الأول(عليه السلام) قال: إني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة فوهبه لي، إن علي بن يقطين بذل ماله ومودته فكان لذلك منا مستوجبا.
ويقال: إن علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلى ثلاثمائة ألف درهم.
وإن أبا الحسن(عليه السلام) زوج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم: أبو الحسن الثاني(عليه السلام) فكتب إلى علي بن يقطين: وإني قد صيرت مهورهم [هن إليك.
قال محمد بن عيسى: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين (رحمه الله) وجه إلى جواريه حتى حمل حبالهن ممن باعه، فوجه إليه بما فرض عليه من مهورهم، وزاد عليه ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة».
«حدثني حمدويه، وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر عن الحسن بن علي وذكر مثله.
محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: زعم الحسن بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاثمائة ملب له، أو مائة وخمسين ملبيا، ولم يكن يفوته من يحج عنه، وكان يعطي بعضهم عشرين ألف، وبعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي وعبد الرحمن بن الحجاج وغيرهما، ويعطي أدناهم ألف درهم، وسمعت من يحكي في أدناهم خمسمائة درهم، وكان أمره بالدخول في أعمالهم، فقال: إن كنت لا بد فاعلا فانظر كيف تكون لأصحابك، فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بجنايتهم [بجبايتهم في العلانية ويرد عليهم في السر، وزعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثاني(عليه السلام) : ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد كفي علي بن يقطين.
و قال أبو الحسن(عليه السلام) : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.
وزعم ابن أخي الكاهلي، أن أبا الحسن(عليه السلام) قال لعلي بن يقطين: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة.
و زعم ابن أخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات مستغنين في ذلك حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه.
و قال أبو الحسن(عليه السلام) : إن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم ...
دعوة أبي عبد الله(عليه السلام) علي بن يقطين وما ولد، فقال: ليس حيث تذهب، أ ما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة يكون في المزبلة، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا.
محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن إشكيب، قال: أخبرنا بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري- قصر ابن هبيرة-، عن إسماعيل بن سلام، وإسماعيل بن جميل، قالا: بعث إلينا علي بن يقطين فقال: اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق- ودفع إلينا أموالا وكتبا- حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى(عليه السلام)، ولا يعلم بكما أحد، قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق، حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لها العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن كذلك إذ راكب قد أقبل ومعه شاكري، فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن(عليه السلام) فقمنا إليه وسلمنا عليه، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا، فأخرج من كمه كتبا فناولنا إياها، فقال: هذه جوابات كتبكم، فقلنا: إن زادنا قد فني، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله(ص) وتزودنا بزاد، فقال: هاتا ما معكما من الزاد، فأخرجنا الزاد فقلبه بيده، فقال: هذا يبلغكما إلى الكوفة، وأما رسول الله(ص) فقد [رأيتماه رأيتما وإني صليت معهم الفجر وإني أريد أن أصلي معهم الظهر، انصرفا في حفظ الله.
حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يحيى بن محمد بن سديد الرازي، عن بكر بن صالح بإسناده مثله.
علي، وخزيمة، ويعقوب، وعبيد بنو يقطين، كلهم من أصحاب أبي الحسن(عليه السلام) .
طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى العلوي، فقال: سمعت إسماعيل بن موسى عمي، قال: رأيت العبد الصالح ععلى الصفا يقول: إلهي في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.
جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين، قال: أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام واحد مائة وخمسين رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم وأكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم».
أقول: إن كثرة الروايات المادحة والدالة على جلالة علي بن يقطين أغنتنا عن التعرض لأسانيدها على أن بعضها صحيحة، وفيها الكفاية.
ويزيد على ما ذكره الكشيما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن علي بن يقطين، قال: سألت أبا إبراهيم(عليه السلام)، عن التقصير بمكة؟ فقال: أتم وليس بواجب، إلا أني أحب لك ما أحب لنفسي.
الكافي: الجزء ٤، باب إتمام الصلاة في الحرمين، من كتاب الحج ٢٠٠، الحديث ٣.
بقي الكلام في أمور: الأول: قد عرفت عن النجاشي أن علي بن يقطين لم يرو عن الصادق(عليه السلام) إلا حديثا واحدا، وقد مر عن الكشي روايته عن علي بن يقطين أنه رأى أبا عبد الله(عليه السلام) في الروضة، وعليه جبة خز سفرجلية، وقد يقال: إن هذا لا يجتمع مع ما ذكره الشيخ من أن له كتاب ما سئل عنه الصادق(عليه السلام) من الملاحم، ولكنه واضح البطلان، فإن علي بن يقطين إنما جمع السؤالات ولم يكن هو السائل كما توهم القائل.
نعم روى الشيخ بإسناده، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .
التهذيب: الجزء ١، باب حكم الحيض والاستحاضة، الحديث ٤٧٦.
ولكن هذه الرواية بعينها مذكورة في الإستبصار: الجزء ١، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، باب الرجل هل يجوز له وطء المرأة إذاانقطع عنها دم الحيض، الحديث ٤٦٤.
وأيضا روى الشيخ بإسناده، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن أبيه، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .
التهذيب: الجزء ٥، باب نزول منى، الحديث ٥٨٧، والطريق صحيح، وأيضا: روى الشيخ بإسناده، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .
التهذيب: الجزء ٧، باب من أحل الله نكاحه، الحديث ١١٩٩، والطريق صحيح أيضا.
وعلى ذلك فلا يتم ما ذكره النجاشي من أن علي بن يقطين لم يرو عن الصادق(عليه السلام) إلا حديثا واحدا.
ومن الغريب ما صدر عن بعض الأفاضل في المقام، حيث قال ما ملخصه: أن علي بن يقطين، ولد سنة (١٢٤) فهربت أمه به إلى المدينة ورجعت بعد ظهور الدولة العباسية، وبما أن ظهورها كان سنة (١٣٢) فكان عمر علي بن يقطين عند رجوعه من المدينة ثمان سنوات، فلم يكن قابلا للرواية عن أبي عبد الله ع!.
وجه الغرابة أنه لا تنحصر رواية علي بن يقطين، عن الصادق(عليه السلام) أن تكون بالمدينة قبل رجوعه منها، فيمكن أن تكون الرواية بعد ذلك، ولو كان في أيام تشرف علي بن يقطين للحج أو لزيارة قبر الرسول الأكرم(ص) .
الثاني: أن ما ذكره الشيخ من أن يقطين كان يتشيع وكان يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد(عليه السلام)، ونم خبره إلى المنصور والمهدي لا يتم من وجهين: الوجه الأول: أن يقطين لم يظهر أنه كان يتشيع، فضلا عن أن يحمل الأموال إلى جعفر الصادق(عليه السلام)، بل كان هو من دعاة بني العباس كما ذكره النجاشي، ويدل على أن يقطين لم يكن شيعيا مارواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عن أبي الحسنموسى(عليه السلام)، قال: قلت له: إني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله(عليه السلام) على يقطين وما ولد، فقال: يا أبا الحسن ليس حيث تذهب إنما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجيء المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة شيئا.
الكافي: الجزء ٢، باب كون المؤمن في صلب الكافر، من كتاب الإيمان والكفر ٧، الحديث ٢.
و هذه الرواية هي التي تقدمت عن الكشي مع سقط وتحريف.
دلت هذه الصحيحة على أن الصادق(عليه السلام) دعا على يقطين فخاف علي بن يقطين من أن يشمله الدعاء، فقال له الإمام(عليه السلام) : إنما المؤمن في صلب الكافر .. (إلخ)، فبين(عليه السلام) أن الدعاء لا يشمله وهو مؤمن، وإنما يختص بأبيه غير المؤمن.
ويدل على ذلك أيضاما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، قال لي أبو الحسن(عليه السلام) : الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة، قال: وقال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن؟! قال: فقال له علي: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر، فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، وأن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني ..، الحديث.
الكافي: الجزء ١، باب كراهية التوقيت، من كتاب الحجة ٨٢، الحديث ٦.
دلت هذه الرواية على أن يقطين لم يكن يعتقد بما يعتقد ابنه علي، وأنه وابنه علي كانا من حزبين متقابلين، ولكن الرواية ضعيفة بالسياري.
الوجه الثاني:أن الصادق(عليه السلام) توفي في حياة المنصور، فكيف يمكن أن ينم خبر حمل يقطين الأموال إليه(عليه السلام) إلى المهدي؟، بل الصحيح أن حمل الأموال إنما كان من علي بن يقطين إلى الكاظم(عليه السلام)، وقد نمخبره إلى هارون فصرف الله عنه كيده بواسطة الإمام الكاظم(عليه السلام) .
ذكره المفيد في الإرشاد: باب ذكر طرف من دلائل أبي الحسن موسى(عليه السلام) .
الأمر الثالث: أن ما ذكره الشيخ من أن عمر علي بن يقطين كان سبعا وخمسين سنة لا يجتمع مع قوله: ولد سنة (١٢٤) وتوفي سنة (١٨٢)، نعم يجتمع ذلك مع ما ذكره الكشي من أن علي بن يقطين مات سنة (١٨٠).
ثم إن ما ذكره من رواية أحمد بن هلال، عنه، بكتابه، عجيب، فإن أحمد بن هلال على ما مر في ترجمته عن النجاشي والشيخ نفسه، ولد سنة (١٨٠)، فكيف يمكن أن يروي عن علي بن يقطين المتوفى سنة (١٨٠) أو سنة (١٨٢).
وطريق الصدوق إليه: أبوه- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه، عن أبيه علي بن يقطين، والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح.
ولقد سها قلم الأردبيلي فذكر أن طريق الشيخ إليه صحيح في المشيخة والفهرست، فإن الشيخ لم يذكر له إلى علي بن يقطين طريقا في المشيخة.
طبقته في الحديث
وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات تبلغ مائة وسبعة وثمانين موردا.
فقد روى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، والعبد الصالح(عليه السلام)، وأبي الحسن(عليه السلام)، وأبي الحسن الأول(عليه السلام)، وأبي إبراهيم(عليه السلام)، وأبي الحسن الماضي(عليه السلام)، وأبي الحسن موسى بن جعفر(عليه السلام)، وعن عمرو بن إبراهيم.
وروى عنه ابن أبي عمير، وابن محرز، وإبراهيم بن أبي محمود، وجعفر بن عيسى، وجعفر بن عيسى بن عبيد، وجعفر بن محمد، وجميل، وحريز، والحسينابنه، وحماد بن عثمان، وسعد بن أبي خلف، وسعدان، وصالح مولاه، وعبد الرحمن بن أعين، وعبد الرحمن بن الحجاج، وعلي بن أبي حمزة، ومحمد بن أبي حمزة، ويعقوب أخوه، ويعقوب بن يزيد، ويونس.
اختلاف الكتب
روى الشيخ بسنده، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن علي بن يقطين، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .
التهذيب: الجزء ١، باب حكم الحيض والاستحاضة، الحديث ٤٧٦، والإستبصار: الجزء ١، باب الرجل هل يجوز له وطء المرأة ..، الحديث ٤٦٤، إلا أن فيه: عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، بلا واسطة، وما في التهذيب موافق للوافي والوسائل.
روى الصدوق بسنده، عن صفوان بن يحيى، عن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام) .
الفقيه: الجزء ١، باب وجوب الجمعة وفضلها، الحديث ١٢٢٤.
كذا في الطبعة القديمة أيضا، ولكن في التهذيب: الجزء ٣، باب العمل في ليلة الجمعة ويومها، الحديث ٢٣، والإستبصار: الجزء ١، باب القراءة في الجمعة، الحديث ١٥٩٠، صفوان بن يحيى، عن جميل، عن علي بن يقطين، وفي الوسائل والوافي عن كل مثله.
روى الشيخ بسنده، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام) .
الإستبصار: الجزء ١، باب الرعاف، الحديث ١٥٣٨.
ورواها بعينها في التهذيب: الجزء ٢، باب كيفية الصلاة وصفتها، الحديث ١٣٤٦، إلا أن فيه: الحسين بن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام)، بلا واسطة، والطبعة القديمة من التهذيب كالحديثة، والصحيح ما في الإستبصاربقرينة سائر الروايات الموافق للوافي والوسائل والنسخة المخطوطة من التهذيب.
وروى بسنده أيضا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام) .
الإستبصار: الجزء ١، باب الصلاة على الأطفال، الحديث ١٨٦٠.
ورواها في التهذيب: الجزء ٣، باب الصلاة على الأموات، الحديث ١٠٣٧، إلا أن فيه: عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، قال: سألت أبا الحسن(عليه السلام)، والصحيح ما في الإستبصار بقرينة سائر الروايات.
وروى بسنده أيضا، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي الحسن(عليه السلام) .
الإستبصار: الجزء ٢، باب الزكاة في سبائك الذهب والفضة، الحديث ١٥.
ورواها في التهذيب: الجزء ٤، باب زكاة الذهب، الحديث ١٧، إلا أن فيه: الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام)، والصحيح ما في الإستبصار، بقرينة سائر الروايات ولموافقته للكافي: الجزء ٣، كتاب الزكاة ٥، باب أنه ليس على الحلي وسبائك الذهب .. ١٠، الحديث ٥.
وروى أيضا بسنده، عن أبي جعفر، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسن، عن أبيه علي بن يقطين.
التهذيب: الجزء ١، باب الأغسال وكيفية الغسل من الجنابة، الحديث ١١٣٦.
كذا في الطبعة القديمة على نسخة، وفي نسخة أخرى: الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، وهو الموافق لما رواها في باب دخول الحمام وآدابه، الحديث ١١٥٥، من الجزء المزبور، وهو الصحيح بقرينة سائر الروايات.
وروى أيضا بسنده، عن أبي جعفر، عن الحسن بن علي بن يقطين، عنأخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام) .
الإستبصار: الجزء ١، باب القراءة خلف من يقتدى به، الحديث ١٦٥٧.
ورواها في التهذيب: الجزء ٣، باب أحكام الجماعة، الحديث ١٠٢٢، إلا أن فيه: الحسن بن علي بن يقطين، عن أبي الحسن(عليه السلام)، بلا واسطة، والصحيح ما في الإستبصار بقرينة سائر الروايات.
وروى أيضا بسنده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن علي بن يقطين، عنه(عليه السلام) .
الإستبصار: الجزء ٣، باب أنه يجوز أن يحل الرجل جاريته لأخيه المؤمن، الحديث ٤٩٢.
ورواها في التهذيب: الجزء ٧، باب ضروب النكاح، الحديث ١٠٥٩، إلا أن فيه: الحسين بن علي بن يقطين، عنه(عليه السلام)، بلا واسطة، والصحيح ما في الإستبصار لما تقدم.
ثم روى الشيخ بسنده، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن يقطين.
التهذيب: الجزء ١، باب الأغسال المفترضات والمسنونات، الحديث ٢٩٤.
كذا في الطبعة القديمة والوافي والوسائل أيضا، ولكن الظاهر سقوط الواسطة هنا بين أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن يقطين كما يظهر من طريق الشيخ إلى علي بن يقطين في الفهرست، وكذا طريق الصدوق إليه في المشيخة، وبقرينة سائر الروايات.