اخترنا لكم : أحمد بن علي بن أبي المعالي

أحمد بن أبي علي بن أبي المعالي.

يونس بن عبد الرحمن

معجم رجال الحدیث 21 : 210
T T T
قال النجاشي: «يونس بن عبد الرحمن، مولى علي بن يقطين بن موسى، مولى بني أسد، أبو محمد: كان وجها في أصحابنا متقدما، عظيم المنزلة، ولد في أيام هشام بن عبد الملك، ورأى جعفر بن محمد(عليه السلام) بين الصفا والمروة ولم يرو عنه، وروى عن أبي الحسن موسى(عليه السلام)، والرضا(عليه السلام)، وكان الرضا(عليه السلام) يشير إليه في العلم والفتيا، وكان ممن بذل له على الوقف مال جزيل، فامتنع من أخذه وثبت على الحق، وقد ورد في يونس بن عبد الرحمن مدح وذم.
و قال أبو عمرو الكشي فيما أخبرني به غير واحد من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عنه، حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا(عليه السلام) وخاصته، فقال: إني سألته فقلت: إني لا أقدر على لقائك في كل وقت، فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن.
وهذه منزلة عظيمة،و مثله رواه الكشي عن الحسن بن علي بن يقطين سواء، وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، في كتابه مصابيح النور: أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمهالله)، قال: حدثنا علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري (رحمه الله) : عرضت على أبي محمد صاحب العسكر(عليه السلام) كتاب يوم وليلة ليونس، فقال لي: تصنيف من هذا، فقلت: تصنيف يونس مولى آل يقطين، فقال: أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة.
و مدائح يونس كثيرة ليس هنا موضعها، وإنما ذكرنا هذا حتى لا نخليه من بعض حقوقه (رحمه الله) .
وكانت له تصانيف كثيرة، منها: كتاب السهو، كتاب الأدب والدلالة على الخير، كتاب الزكاة، كتاب جوامع الآثار، كتاب الشرائع، كتاب الصلاة، كتاب العلل الكبير، كتاب إختلاف الحج، كتاب الإحتجاج في الطلاق، كتاب علل الحديث، كتاب الفرائض، كتاب الفرائض الصغير، كتاب الجامع الكبير في الفقه، كتاب التجارات، كتاب تفسير القرآن، كتاب الحدود، كتاب الآداب، كتاب المثالب، كتاب علل النكاح وتحليل المتعة، كتاب البداء، كتاب نوادر البيوع، كتاب الرد على الغلاة، كتاب ثواب الحج، كتاب النكاح، كتاب المتعة، كتاب الطلاق، كتاب المكاسب، كتاب الوضوء، كتاب البيوع والمزارعات، كتاب يوم وليلة، كتاب اللؤلؤ في الزهد، كتاب الإمامة، كتاب فضل القرآن.
أخبرنا محمد بن علي أبو عبد الله بن شاذان القزويني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال حدثنا: محمد بن عيسى، قال: حدثنا يونس، بجميع كتبه».
وقال الشيخ (٨١٠): «يونس بن عبد الرحمن، مولى آل يقطين، له كتب كثيرة (أكثر من ثلاثين كتابا)، وقيل إنها مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة، (و له كتاب جامع الآثار)، وكتاب الشرائع، وكتاب العلل، وكتاب إختلاف الحديث ومسائله عن أبي الحسن موسى بن جعفر(عليه السلام) أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة عن أبي جعفر ابن بابويه، عن محمد بنالحسن، وعن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه.
وأخبرنا بذلك ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن سعد، والحميري، وعلي بن إبراهيم، ومحمد بن الحسن الصفار، كلهم عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، وصالح بن السندي، عنه.
ورواها أبو جعفر ابن بابويه، عن حمزة بن محمد العلوي، ومحمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل، وصالح، عنه.
وأخبرنا بذلك ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عنه.
وقال أبو جعفر ابن بابويه: سمعت ابن الوليد (رحمه الله) يقول: كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات كلها صحيحة يعتمد عليها، إلا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، ولم يروه غيره، فإنه لا يعتمد عليه ولا يفتى به».
وعده في رجاله (تارة): من أصحاب الكاظم(عليه السلام) (١١)، قائلا: «يونس بن عبد الرحمن، مولى علي بن يقطين، ضعفه القميون، وهو ثقة».
و(أخرى): من أصحاب الرضا(عليه السلام) (٢)، قائلا: «يونس بن عبد الرحمن، من أصحاب أبي الحسن موسى(عليه السلام)، مولى علي بن يقطين، طعن عليه القميون وهو عندي ثقة».
وعده البرقي أيضا (تارة): من أصحاب الكاظم(عليه السلام) و(أخرى): من أصحاب الرضا(عليه السلام) روى عن صفوان الجمال، وروى عنه عبد الله بن محمد اليماني.
كامل الزيارات: الباب (٧٧) في أن زائري الحسين(عليه السلام) تشيعهم الملائكة، الحديث ٤.
روى عن هشام، وروى عنه إسماعيل بن مرار.
تفسير القمي: سورةالأنعام، في تفسير قوله تعالى: (وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ).
ثم إن الكشي عنون يونس بن عبد الرحمن، أبا محمد صاحب آل يقطين (٣٥١)و قال: «حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي- وكان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا(عليه السلام)، وخاصته-، قال: سألت الرضا(عليه السلام) فقلت: إني لا ألقاك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني؟ قال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن.
علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني محمد بن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسى، ومحمد بن يونس: أن الرضا(عليه السلام) ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات.
علي بن محمد القتيبي، عن الفضل، قال: حدثني جعفر بن عيسى اليقطيني، ومحمد بن الحسن، جميعا: أن أبا جعفر(عليه السلام) ضمن ليونس بن عبد الرحمن الجنة على نفسه وآبائه(عليهم السلام) جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبي الجليل الملقب بشاذان، قال: حدثني أحمد بن أبي خلف، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: كنت مريضا فدخل علي أبو جعفر(عليه السلام) يعودني عند مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة، فجعل يصفح ورقه حتى أتى عليه من أوله إلى آخره، وجعل يقول: رحم الله يونس، رحم الله يونس، رحم الله يونس.
جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: ما نشأ في الإسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن.
و روى عن أبي بصير حماد بن عبد الله بن أسيد الهروي، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري، قال: أدخلت كتاب يوم وليلة الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن، على أبي الحسن العسكري(عليه السلام) فنظر فيه وتصفح كله، ثم قال: هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله».
أقول: تقدم عن النجاشي بسند صحيح، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري، عرض كتاب يونس على أبي محمد صاحب العسكر(عليه السلام)، وقوله(عليه السلام) : أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة.
«و حدثني إبراهيم بن المختار بن محمد بن العباس، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي جعفر(عليه السلام)، مثله».
أقول: هذه الرواية صحيحة، بناء على أن إبراهيم بن المختار بن محمد بن العباس، هو إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي الثقة، كما هو الظاهر.
«وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه: سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة يقول: سمعت الفضل بن شاذان يقول: حج يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة، واعتمر أربعا وخمسين عمرة، وألف ألف جلد ردا على المخالفين، ويقال: انتهى علم الأئمة(عليهم السلام) إلى أربعة نفر: أولهم سلمان الفارسي، والثاني جابر، والثالث السيد، والرابع يونس بن عبد الرحمن.
وقال العبيدي (الثقة): سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول: رأيت أبا عبد الله(عليه السلام) يصلي في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شيء.
قال: وكان ليونس بن عبد الرحمن أربعون أخا يدور عليهم في كل يوم مسلما، ثم يرجع إلى منزله فيأكل ويتهيأ للصلاة، ثم يجلس للتصنيف وتأليف الكتب، وقال يونس: صمت عشرين سنة وسألت عشرين سنة، ثم أجبت.
و قال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه، كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم منا أربعة عليبن الحسين(عليه السلام)، ومحمد بن علي(عليه السلام)، وجعفر بن محمد(عليه السلام)، وبرهة من عصر موسى بن جعفر(عليه السلام)، ويونس في زمانه، كسلمان في زمانه».
أقول: تقدم في ترجمة أبي حمزة الثمالي قول الفضل بن شاذان، قال:سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: ويونس بن عبد الرحمن كذلك هو سلمان في زمانه.
«قال محمد بن يحيى الفارسي: حدثني عبد الله بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، قال: انظروا إلى ما ختم الله ليونس، قبضه بالمدينة مجاورا لرسول الله(ص) .
حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي، قال: حدثني الحسن بن أبي قتادة، عن داود بن القاسم، قال: قلت لأبي جعفر(عليه السلام) : ما تقول في يونس؟ قال: من يونس؟ قلت: ابن عبد الرحمن، قال: لعلك تريد مولى بني يقطين؟ قلت: نعم، قال: (رحمه الله) فإنه كان على ما نحب.
محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أبو العباس الحميري عبد الله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر(عليه السلام)، عن يونس، قال: (رحمه الله) .
حدثني آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري، قال: حدثني محمد بن موسى السمان، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، وعنده يونس بن عبد الرحمن إذا استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومى أبو الحسن(عليه السلام) إلى يونس: ادخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر وإياك أن تتحرك حتى تؤذن لك، فدخل البصريون وأكثروا القول من الوقيعة والقول في يونس،و أبو الحسن(عليه السلام) مطرق، حتى لما أكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا، فأذن ليونس بالخروج فخرج باكيا، فقال: جعلني الله فداك، أنا أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند أصحابي، فقال له أبو الحسن(عليه السلام) : يا يونس، فما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك راضيا، يا يونس حدث الناس بما يعرفون واتركهم مما لا يعرفون، كأنك تريد أن يكذب على الله في عرشه، يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة، ثم قال الناس بعرة أو قال الناس درة أو بعرة، وقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت: لا، فقال: هكذا أنت يا يونس، إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس.
حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا(عليه السلام) عن يونس، فقال: من يونس؟ قلت: مولى علي بن يقطين، فقال: لعلك تريد يونس بن عبد الرحمن؟ فقلت: لا والله لا أدري ابن من هو، قال: بل هو ابن عبد الرحمن، ثم قال: رحم الله يونس، رحم الله يونس نعم العبد كان لله عز وجل.
حدثني علي بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه، كسلمان الفارسي في زمانه.
قال الفضل: ولقد حج يونس إحدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا(عليه السلام) حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قال العبد الصالح(عليه السلام) : يا يونس ارفق بهم فإن كلامك يدق عليهم، قال: قلت إنهم يقولون لي زنديق، قال لي: وما يضرك أن يكون في يدك لؤلؤة، فيقول الناس هي حصاة، وما ينفعك أن يكون في يدك حصاة، فيقول الناس لؤلؤة».
أقول: هذه الرواية صحيحة، إلا أنها من يونس نفسه.
«علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبو جعفر البصري- وكان ثقة، فاضلا، صالحا-، قال: دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا(عليه السلام)، فشكا إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا(عليه السلام) : دارهم فإن عقولهم لا تبلغ.
علي بن محمد، قال: حدثني عدة من أصحابنا: أن يونس بن عبد الرحمن قيل له: إن كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل، فقال: أشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين(عليه السلام) نصيب فهو في حل مما قال.
حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي، قال: كتبت إلى أبي جعفر(عليه السلام) : ما تقول في يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب إلي بخطه: أحبه وترحم عليه وإن كان يخالف أهل بلدك.
حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن الرضا(عليه السلام)، فقال: سألته عن يونس، قال: مولى آل يقطين؟ قلت: نعم، فقال لي: (رحمه الله) كان عبدا صالحا.
قال حمدويه: قال محمد بن عيسى: وكان يونس أدرك أبا عبد الله(عليه السلام)، ولم يسمع منه».
أقول: هذه الرواية صحيحة.
«وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه: حدثني أبو سعيد الآدمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن ربيع الأقرع، عن محمد بن الحسن البصري، عن عثمان بن رشيد البصري: قال أحمد بن محمد الأقرع: ثم لقيت محمد بن الحسن فحدثني بهذا الحديث، قال: كنا في مجلس عيسى بن سليمان ببغداد، فجاء رجل إلى عيسى فقال: أردت أن أكتب إلى أبي الحسن الأول(عليه السلام) في مسألة أسأله عنها: جعلت فداك، عندنا قوم يقولون بمقالة يونس فأعطيهم من الزكاةشيئا؟ قال: فكتب إلي: نعم أعطهم، فإن يونس أول من يجيب عليا(عليه السلام) إذا دعا، قال: وكنا جلوسا بعد ذلك فدخل علينا رجل، فقال: قد مات أبو الحسن موسى(عليه السلام)، وكان يونس في المجلس، فقال يونس: يا معشر أهل المجلس إنه ليس بيني وبين الله إمام، إلا علي بن موسى(عليه السلام) فهو إمامي.
حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني هشام المشرقي، أنه دخل على أبي الحسن الخراساني(عليه السلام)، قال: إن أهل البصرة سألوا عن الكلام، فقالوا: إن يونس يقول: إن الكلام ليس بمخلوق.
قلت لهم: صدق يونس، إن الكلام ليس بمخلوق، أ ما بلغكم قول أبي جعفر(عليه السلام) حين سئل عن القرآن أ خالق هو أم مخلوق؟ فقال لهم: ليس بخالق ولا مخلوق إنما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس، وقالوا: إن يونس يقول: إن من السنة أن يصلي الإنسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة، فقلت: صدق يونس».
أقول: هذه الرواية صحيحة.
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي القمي، قال: محمد بن نصير، قال: محمد بن عيسى- وحدث الحسن بن علي بن يقطين بذلك أيضا- قال: قلت لأبي الحسن الرضا(عليه السلام) : جعلت فداك إني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني، أ فيونس بن عبد الرحمن ثقة، آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: نعم».
أقول: هذه الرواية صحيحة.
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: أخبرني يونس أن أبا الحسن(عليه السلام) ضمن لي الجنة من النار».
أقول: هذه الرواية صحيحة، إلا أنها من نفس يونس.
«جبرئيل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بنالمهتدي، قال: قلت للرضا(عليه السلام) : إن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت، فآخذ معالم ديني من يونس مولى آل يقطين؟ قال: نعم.
حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، قال: قال ياسر الخادم: إن أبا الحسن الثاني(عليه السلام)، أصبح في بعض الأيام، فقال لي: رأيت البارحة مولى لعلي بن يقطين وبين عينيه غرة بيضاء، فتأولت ذلك على الدين.
علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات أبو الحسن(عليه السلام) وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، قال: فلما رأيت ذلك وتبين علي الحق، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا(عليه السلام) ما علمت، فكلمت ودعوت الناس إليه، قال: فبعثا إلي وقالا لي: لا تدعو إلى هذا، إن كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا لي: كف، قال يونس: فقلت لهما: إنا روينا عن الصادقين(عليهم السلام) أنهم قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب عنه نور الإيمان، وما كنت أدع الجهاد وأمر الله على كل حال.
قال: فناصباني وأظهرا لي العداوة».
أقول: رواها الصدوق(قدس سره) بسنده، عن يونس بن عبد الرحمن، مثله.
العلل: باب العلة التي من أجلها قيل بالوقف على موسى بن جعفر(عليه السلام) (١٧١)، والعيون: الجزء ١، باب السبب الذي قيل من أجله بالوقف على موسى بن جعفر(عليه السلام) (١٠)، الحديث ٢.
ورواها الشيخ عن محمد بن يعقوب، مثله.
الغيبة: في الكلام على الواقفة.
«جعفر بن أحمد، عن يونس، قال: قلت له(عليه السلام) : قد عرفتانقطاعي إليك وإلى أبيك، وحلفته بحق الله وحق رسوله وحق أهل بيته- وسميتهم حتى انتهيت إليه- أن لا يخرج ما يخبرني به إلى الناس، وإني أرجو أن يقول أبي حي، ثم سألته عن أبيه أ حي أم ميت؟ فقال: قد والله مات، قلت: جعلت فداك، إن شيعتك- أو قلت مواليك- يروون أن فيه شبه أربعة أنبياء، قال: قد والله الذي لا إله إلا هو هلك، قال: قلت هلاك غيبة، أو هلاك موت؟ فقال: هلاك موت والله، قلت: جعلت فداك، فلعلك مني في تقية؟ قال: فقال: سبحان الله، قد والله مات، قلت:- حيث كان هو في المدينة ومات أبوه في بغداد- فمن أين علمت موته؟ قال: جاءني منه ما علمت به أنه قد مات، قلت: فأوصى إليك؟ قال: نعم، (قلت): فما شرك فيها أحد معك؟ قال: لا، قلت: فعليك من إخوانك إمام؟ فقال: لا، قلت: فأنت إمام؟ قال: نعم.
علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: كان أحمد بن محمد بن عيسى تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها، وقد كان علي بن حديد يظهر في الباطن الميل إلى يونس وهشام».
هذه هي الروايات المادحة وهي متظافرة، على أن فيها الصحاح على ما مر.
وتقدم في ترجمة أحمد بن محمد بن أبي نصر، عد الكشي إياه في أصحاب الإجماع، وأن يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى أفقههم.
وتقدم أيضا في ترجمة محمد بن سنان، قول الكشي: قد رواه عنه الفضل، وأبوه، ويونس، إلى أن قال: وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم.
وتقدم أيضا رواية الكشي في ترجمة هشام بن سالم بإسناده،عن عبد الملك بن هشام الحناط، عن الرضا(عليه السلام) أنه قال: لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه.
و تقدم أيضا عنه في ترجمة حريز، أن يونس يذكر عنه فقها كثيرا.
و مما يشهد على جلالة يونس ومكانته من الفقه، أن محمد بن يعقوب الكليني عقد في الكافي بابين لكلام يونس، الأول في تفسير ما يحل من النكاح وما يحرم، والفرق بين النكاح والسفاح والزنا، الجزء ٥، الباب (٨٩).
الثاني: باب العلة في أن السهام لا تكون أكثر من ستة، الجزء ٧، الباب ١١.
وقد تقدم في ترجمة المغيرة بن سعيد، شدة اهتمامه بتمييز الأحاديث صحيحها عن سقيمها، فقد وافى العراق فوجد بها قطعة من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)، ووجد أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) متوافرين، فسمع منهم وأخذ كتبهم، فعرضها من بعد علي أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، فأنكر منها أحاديث كثيرة، (الحديث).
وأما الروايات الذامة فهي كما تلي:«علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني مروك بن عبيد، عن محمد بن عيسى القمي، قال: توجهت إلى أبي الحسن الرضا(عليه السلام) فاستقبلني يونس مولى آل يقطين، فقال: أين تذهب؟ قلت: أريد أبا الحسن(عليه السلام)، قال: اسأله عن هذه المسألة، قل له: خلقت الجنة بعد؟ فإني أزعم أنها لم تخلق، قال: فدخلت على أبي الحسن(عليه السلام) فجلست عنده، فقلت له: إن يونس مولى آل يقطين أودعني إليك رسالة، قال: وما هي؟ قلت: قال أخبرني عن الجنة خلقت بعد، فإني أزعم أنها لم تخلق، فقال: كذب فأين جنة آدم ع».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بالإرسال.
«علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك بن عبيد، عن يزيد بن حماد، عن ابن سنان، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام) : إن يونس يقول: إن الجنة والنار لم يخلقا، فقال: ما له لعنه الله، وأين جنة آدم؟».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بعلي.
«علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسن بن راشد، عن محمد بن أبادية، قال: كتبت إلى أبي الحسن(عليه السلام) في يونس، فكتب: لعنه الله ولعن أصحابه، أو برئ الله منه ومن أصحابه».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بعلي، ومحمد بن أبادية.
«علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار الواسطي، عن يونس بن بهمن، قال: قال لي يونس: اكتب إلى أبي الحسن(عليه السلام)، فاسأله عن آدم(عليه السلام) هل فيه من جوهرية الله شيء؟ قال: فكتب إليه فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل على غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا أصحابنا فيبرءون منك، قال: قلت ليونس يبرءون مني أو منك».
أقول: هذه الرواية ضعيفة، بعلي بن محمد، ويونس بن بهمن.
«علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسين بن راشد، قال: لما ارتحل أبو الحسن(عليه السلام) إلى خراسان، قال: قلنا ليونس هذا أبو الحسن(عليه السلام) حمل إلى خراسان، فقال: إن دخل في هذا الأمر طائعا أو مكرها فهو طاغوت».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بعلي.
«علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن علي بن مهزيار، عن الحضيني، أنه قال: إن دخل في هذا الأمر طائعا أو مكرها، انتقضت النبوة من لدن آدم ع».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بعلي، والحضيني، فإنه لم تثبت وثاقته.
«جعفر بن معروف، قال: سمعت يعقوب بن يزيد، يقع في يونس ويقول: كان يروي الأحاديث من غير سماع».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بالإرسال.
«علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بنالحسن بن صباح، عن أبيه، قال: قلت ليونس: أخبرني دلامة أنك قلت: لو علمت أن أبا الحسن الرضا(عليه السلام) لا يقوم بالكتاب الذي كتبته إليه لوجهت إليه بخمسمائة ماهر تقي، قال: نعم، قلت: ويحك فأي شيء أردت بذلك؟ فقال: أردت أن أغنيه عن دفائنكم، فقلت: أردت أن تغير الله في عرشه».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بعلي، وبالإرسال، وبمحمد بن الحسن، وأبيه.
«علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن علي بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند الرضا(عليه السلام)، ومعه كتاب يقرؤه في بابه حتى ضرب به الأرض، فقال: كتاب ولد الزنا للزانية، فكان كتاب يونس».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بعلي بن محمد وبالإرسال.
«طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن يسار، عن الحسن ابن بنت إلياس، عن يونس بن بهمن، قال: قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت إلى أبي الحسن الرضا(عليه السلام) سألته عن آدم(عليه السلام)، هل فيه من جوهرية الرب شيء؟ قال: فكتب إلي جواب كتابي: ليس صاحب هذه المسألة على شيء من السنة، زنديق».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بطاهر بن عيسى، والشجاعي، ويونس بن بهمن.
«آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي، عن يعقوب بن يزيد، عن أبيه يزيد بن حماد، عن أبي الحسن(عليه السلام)، قال: قلت: أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال: لا تصل إلا خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلي خلف يونس وأصحابه؟ فقال: يأبى ذلك عليكم علي بن حديد، قلت: آخذ بقوله في ذلك؟ قال: نعم.
قال:فسألت علي بن حديد عن ذلك، فقال: لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بآدم، وعلي بن محمد القمي.
«آدم، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي، قال: لما حمل أبو الحسن(عليه السلام) إلى خراسان، قال يونس بن عبد الرحمن: إن دخل في هذا الأمر طائعا، أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم ع».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بآدم، وعلي بن محمد بن يزيد القمي، ومحمد بن إبراهيم الحضيني.
«آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا(عليه السلام) إذ ورد عليه كتاب يقرؤه، فقرأه ثم ضرب به الأرض، فقال: هذا كتاب ابن زان لزانية، هذا كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس».
أقول: هذه الرواية ضعيفة بآدم، وعلي بن محمد القمي.
«قال أبو عمرو: فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها القميون في يونس، وليعلم أنها لا تصح في العقل، وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن حديد، قد ذكرا الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس، ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه، ومن علي مداراة لأصحابه، فأما يونس بن بهمن، فممن كان أخذ من يونس بن عبد الرحمن، فلا يعقل أن يظهر له مثلبة فيحكيها عنه، والعقل ينفي مثل هذا، إذ ليس في طباع الناس إظهار مساويهم بألسنتهم على نفوسهم، وأما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد، فإن أبا الحسن(عليه السلام) أجل خطرا، وأعظم قدرا من أن ينسب أحدا إلى الزنا، وكذلك آباؤه(عليهم السلام) من قبله، وولده من بعده، لأن الرواية عنهمبخلاف، هذا، إذ كانوا قد نهوا عن مثله وحثوا على غيره، مما فيه الريبة للدين والدنيا.
و روى علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين(عليه السلام) أنه كان يقول لبنيه: جالسوا أهل الدين والمعرفة، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.
فما حكاه هذا الرجل عن الإمام(عليه السلام) في باب الكتاب ما لا يليق به، إذ كانوا(عليهم السلام) منزهين عن البذاء والرفث والسفه، وتكلم عن الأحاديث الأخر بما يشاكل هذا».
أقول: ما ذكره الكشي متين جدا، ولقد أجاد فيما أفاد، ويزاد على ما ذكره أن الروايات الذامة بأجمعها ضعيفة، فلا تصلح لمعارضة الأخبار المتقدمة المادحة.
ثم إن هناك أخبارا أخر وردت في ذم يونس،منها ما تقدم في ترجمة هشام بن إبراهيم العباسي، من رواية الكشي بسنده، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى، وابن سنان، أنهما سمعا أبا الحسن(عليه السلام)، يقول: لعن الله العباسي فإنه زنديق وصاحبه يونس، فإنهما يقولان بالحسن، والحسين.
و هذه الرواية أيضا ضعيفة، ولا أقل من أنها مرسلة.
وتقدم في ترجمة هشام بن الحكم رواية الكشي بسنده،عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا(عليه السلام)، قال: ذكر الرضا(عليه السلام) العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث، يعني يونس بن عبد الرحمن، وأبو الحارث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو شاكر زنديق.
و هذه الرواية أيضا ضعيفة، ولا أقل من الإرسال، وتقدم في ترجمة أيوب بن نوح قول حمدان القلانسي، من أن أيوب كان يقع في يونس فيما يذكر عنه.
و الجواب عن ذلك: أن وقوع أيوب في يونس لم يثبت، وإنما هو أمر يذكر عنه، وعلى تقدير الثبوت فهذا اجتهاد من أيوب، ولا يعتمد في اجتهاده.
ومنها:ما رواه ابن إدريس في السرائر، عن علي بن سليمان، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن محمد بن الفضيل البصري، قال: نزل بنا أبو الحسن(عليه السلام) بالبصرة ذات ليلة، فصلى المغرب فوق سطح من سطوحنا، فسمعته يقول في سجوده بعد المغرب: اللهم العن الفاسق بن الفاسق، فلما فرغ من صلاته، قلت له: أصلحك الله من هذا الذي لعنته في سجودك؟ فقال: هذا يونس مولى آل يقطين، فقلت له إنه قد أضل خلقا من مواليك، إنه كان يفتيهم عن آبائك: أنه لا بأس بالصلاة بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد العصر إلى أن تغيب الشمس، فقال: كذب- لعنه الله- على أبي، أو قال على آبائي، وما عسى أن يكون قيمة عبد من أهل السواد.
السرائر: فيما استطرفه من جامع البزنطي صاحب الرضا(عليه السلام)
أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة، ولا أقل من جهة الإرسال، فإن طريق ابن إدريس إلى جامع البزنطي مجهول، على أن محمد بن الفضيل البصري في نفسه ضعيف.
و منها: ما عن المفيد في عيون المعجزات: قال: لما قبض الرضا(عليه السلام) كان سن أبي جعفر(عليه السلام) نحو سبع سنين، واختلفت الكلمة في بغداد وفي الأمصار، واجتمع الريان بن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، وعبد الرحمن بن الحجاج، وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجاج في بركة زلزل، يبكون ويتوجعون من المصيبة، فقال يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر؟ وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا، يعني أبا جعفر(عليه السلام)، فقام إليه الريان ووضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه ويقول له: أنت تظهر الإيمان، وتبطن الشك والشرك، إن كان أمره من الله جل وعلا، فلو أنهكان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم، وإن لم يكن من عند الله فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس، فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبخه.
أقول: هذه الرواية أولا مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها، على أنها معلومة الكذب، وذلك فإن يونس بن عبد الرحمن كان من المشاهير، فلو أنه تكلم بمثل هذا الكلام في جماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم لشاع الخبر وذاع.
ثم إن هناك روايتين صحيحتين دلتا على انحراف يونس وسوء عقيدته.
الأولى:ما تقدم في ترجمة عبد الله بن جندب من قول أبي الحسن(عليه السلام) : هو (يونس مولى آل يقطين) والله أولى بأن يعبد الله على حرف، ما له ولعبد الله بن جندب، إن عبد الله بن جندب من المخبتين.
الثانية:ما رواه الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا(عليه السلام) : جعلت فداك، أصلي خلف من يقول بالجسم، ومن يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن، فكتب(عليه السلام) : لا تصلوا خلفهم، ولا تعطوهم من الزكاة، وابرءوا منهم برئ الله منهم.
الأمالي: المجلس (٤٧)، الحديث ٣.
و هاتان الروايتان لا بد من رد علمهما إلى أهلهما، وهما لا تصلحان لمعارضة الروايات المستفيضة المتقدمة التي فيها الصحاح، مع اعتضادها بتسالم الفقهاء والأعاظم على جلالة يونس وعلو مقامه، حتى أنه عد من أصحاب الإجماع كما مر، على أنهما لو سلمنا صدورهما لا لعلة فهما لا تنافيان الوثاقة التي هي الملاك في حجية الرواية.
بقي هنا أمور: الأول: أن الكشي قال: قال نصر بن الصباح: لم يرو يونس، عن عبيد الله ومحمد ابني الحلبي قط ولا رآهما، وماتا في حياة أبي عبد الله(عليه السلام) (انتهى).
و ظاهر هذا الكلام أن يونس لا يمكن أن يروي عمن مات في زمان أبي عبد الله(عليه السلام)، ولكن ينافي ذلك ما تقدم عن النجاشي من أنه رأى جعفر بن محمد(عليه السلام) بين الصفا والمروة، ولم يرو عنه.
و تقدم عن الكشي بسنده، عن العبيدي (الثقة)، أنه قال: سمعت يونس بن عبد الرحمن، يقول: رأيت أبا عبد الله(عليه السلام) يصلي في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شيء،كما تقدم رواية عن حمدويه أنه قال: قال محمد بن عيسى: كان يونس أدرك أبا عبد الله(عليه السلام) ولم يسمع منه،و على ذلك فلا مانع من روايته عمن مات في زمان الصادق(عليه السلام) وكيف لا يمكن رواية يونس عمن مات في حياة الصادق(عليه السلام)، وقد ولد في أيام هشام بن عبد الملك، وقد هلك هشام سنة (١٢٥)، فلا أقل من أن عمر يونس كان سنة وفاة أبي عبد الله(عليه السلام) (٢٤) سنة، فلا مانع من روايته عمن مات في أواخر عمر أبي عبد الله(عليه السلام) وقد روى يونس بن عبد الرحمن، عن الحلبي، عن أبي عبد الله(عليه السلام) التهذيب: الجزء ١٠، باب حدود الزنا، الحديث ٩٥.
والإستبصار: الجزء ٤، باب المكاتبة التي أدت بعض مكاتبتها، الحديث ٧٨٥.
وقد روى محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن أبي عبد الله(عليه السلام) الروضة: الحديث ٨١.
واحتمال أن المراد بيونس، غير يونس بن عبد الرحمن بعيد جدا، ولا سيما من جهة أن الراوي عنه محمد بن عيسى بن عبيد.
والمتحصل: أن رواية يونس بن عبد الرحمن، عن الصادق(عليه السلام)، أو عمن مات في حياته(عليه السلام)، غير بعيدة.
الأمر الثاني: ذكر الكشي أن علي بن محمد القتيبي، قال: سألت الفضل بن شاذان، عن الحديث الذي روي في يونس أنه لقيط آل يقطين، فقال: كذب،ولد يونس في آخر زمان هشام بن عبد الملك، ويقطين لم يكن في ذلك الزمان، إنما كان في زمن ولد العباس (انتهى).
أقول: لو صح صدور هذا الكلام عن الفضل بن شاذان، لا بد من حمله على خلاف ظاهره، فإنه لا شك في أن يونس كان مولى آل يقطين على ما مر، كما لا شك في أن يقطين أسن من يونس بكثير، فإن يقطين كان من وجوه الدعاة إلى ولد عباس في زمان مروان بن محمد، على ما مر في ترجمة علي بن يقطين، وكانت خلافة مروان بن محمد في سنة (١٢٧).
الأمر الثالث: أن ابن داود ذكر يونس بن عبد الرحمن في القسم الأول (١٧٠٨)، وذكر جملة مما ورد فيه من المدح، وذكره في القسم الثاني (٥٥٠)، وقال: «يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين (م) (ضا) (جخ) طعن عليه القميون وهو عندي ثقة (يه).
سمعت محمد بن الحسن بن الوليد يقول: كتب يونس التي هي بالروايات صحيحة معتمد عليها، إلا ما يتفرد به محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، ولم يروه غيره.
فإنه لا يعتمد عليه ولا يفتى به (كش)، فطحي».
أقول: لا شك في أن يونس بن عبد الرحمن لم يكن فطحيا، ولا يبعد وقوع السقط في كلام ابن داود، وأن قوله (كش) فطحي، ليس من تتمة ترجمة يونس بن عبد الرحمن، وقد انتهت ترجمته بقوله: فإنه لا يعتمد عليه ولا يفتى به.
وقد سقط بين جملة ولا يفتى به، وبين جملة (كش) فطحي، قوله: يونس بن يعقوب، والقرينة على ذلك أنه قال في القسم الأول (١٧٠٩): «يونس بن يعقوب (ق) (م) (جخ) ثقة (جش) (يه) فطحي، وسيأتي في الضعفاء».
مع أنه لم يذكر في الضعفاء غير ما ذكرناه من قوله (كش)، فطحي، ولكن ينافي ذلك عده يونس بن عبد الرحمن من الفطحية، في فصل في ذكر جماعة من الفطحية نسقا.
وكيف كان، فطريق الشيخ إليه صحيح.
طبقته في الحديث
وقع بعنوان يونس بن عبد الرحمن في أسناد كثير من الروايات، تبلغ مائتين وثلاثة وستين موردا.
روى عن أبي الحسن(عليه السلام)، وأبي الحسن الأول(عليه السلام)، والعبد الصالح(عليه السلام)، وموسى بن جعفر(عليه السلام)، وأبي الحسن الرضا(عليه السلام)، وعن أبي أيوب الخزاز، وأبي بكر الحضرمي، وأبي ثابت، وأبي جعفر الأحول، وأبي جرير القمي، وأبي المغراء، وابن أذينة، وابن بكير، وابن سنان، وابن عون، وابن مسكان، وأبان، وأبان بن عثمان، وإبراهيم بن عثمان الخزاز أبي أيوب، وأحمد بن عمر الحلبي، وإسحاق بن عبد الله أبي يعقوب، وإسحاق بن عمار، وإسماعيل بن سعد الأحوص القمي، وإسماعيل بن سعد الأشعري القمي، وجعفر بن عامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي، وجميل، والحارث بن المغيرة النصري، وحبيب الخزاعي، وحريز، والحسن بن زياد الصيقل أبي الوليد، والحسن بن زياد الصيقل أبي الوليد الكوفي، والحسن بن السري، والحسين بن خالد، وحماد، وحمزة بن محمد الطيار، وداود بن النعمان، ودرست بن أبي منصور، وزرعة، وسماعة، وسماعة بن مهران، وسنان بن طريف، وصالح بن سهل، وصالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله(ص)، وصباح الحذاء، وعاصم، وعاصم بن حميد، وعبد الأعلى، وعبد الرحمن بن الحجاج، وعبد الرحمن بن سيابة، وعبد الله بن سليمان، وعبد الله بن سنان، وعبد الله بن مسكان، وعبد الملك بن أعين أبي ضريس، وعجلان أبي صالح، والعلاء، والعلاء بن رزين، وعلي بن سالم، وعلي بن منصور، وعمر بن أذينة، وعمرو بن شمر، وقدامة بن مالك، ومحمد بن حكيم، ومحمد بن حمران، ومحمد بن الفضيل، ومحمد بن مسلم، ومحمد بن مضارب، ومعاوية بن عمار، ومعاوية بن وهب، والمفضل بنصالح، ومنصور بن حازم، وموسى بن بكر، ونشيب اللفائفي أبي عبد الله، وهشام بن الحكم، وهشام بن سالم، ويحيى بن محمد، ويونس بن عمار، والجعفري، والحلبي، والدقاق، ومولى حر بن يزيد.
وروى عنه أبو عبد الله البرقي، وابن أبي عمير، وأحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه عنه، وأحمد بن الفضل، وأحمد بن هلال، وإسماعيل، وإسماعيل بن مرار، والحسن بن إبراهيم، والحسين بن علي، والحسين بن عمر بن يزيد، وشاذان بن خليل، وشاذان بن خليل النيسابوري، وصالح بن أبي حماد، وصالح بن سعيد، وصالح بن السندي، والعباس، والعباس بن معروف، والعباس بن موسى، والعباس بن موسى البغدادي، والعباس بن موسى الوراق، وعبد الجبار بن المبارك، وعبد الله بن الصلت، ومحمد بن أسلم، ومحمد بن أسلم الجبلي، ومحمد بن خالد، ومحمد بن الخطاب الواسطي، ومحمد بن سليمان، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن عيسى بن عبيد، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، ومحمد بن عيسى اليقطيني، ومسمع، ومنيع بن الحجاج، وموسى بن جعفر.
اختلاف الكتب
روى الشيخ بسنده، عن العباس بن موسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن عمار.
التهذيب: الجزء ١٠، باب الحد في السحق، الحديث ٢١٣.
ورواها أيضا في باب حدود الزنا، الحديث ١٧٩ من الجزء، إلا أن فيه: عبد الرحمن، بدل يونس بن عبد الرحمن، والصحيح ما في المورد الأول الموافق للوافي والوسائل بقرينة سائر الروايات.
وروى أيضا بسنده، عن منيع، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حنان بن سدير.
التهذيب: الجزء ٦، باب الزيادات [من الزيارات، الحديث ٢٥٠.
ورواها الكليني في الكافي: الجزء ٤، كتاب الحج ٣، باب النوادر ٢٣٧،الحديث ٨، إلا أن فيه: مسمع، بدل منيع، وما في التهذيب موافق لما رواها ابن قولويه في كامل الزيارات: الباب السادس والتسعون، في زيارة الحسين(عليه السلام) من بعد، الحديث ٣، والوافي والوسائل موافقان لما في الكافي.
روى الكليني بسنده، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن رزين.
الكافي: الجزء ٢، كتاب الدعاء ٢، باب الدعاء للعلل والأمراض ٥٦، الحديث ٢.
كذا في الطبعة القديمة والمرآة والوافي أيضا، ولكن رواها في الروضة: الحديث ٥٤، وفيه: داود بن زربي، كما في النسخة المعربة من الكافي أيضا.
روى الشيخ بسنده، عن يونس بن عبد الرحمن، عن زرارة.
التهذيب: الجزء ١٠، باب حدود الزنا، الحديث ٨.
وهنا اختلاف تقدم في يونس، عمن رواه، عن زرارة.
وروى أيضا بسنده، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة، عن أبي بصير.
التهذيب: الجزء ١٠، باب حدود الزنا، الحديث ١، والإستبصار: الجزء ٤، باب كيفية إقامة الشهادة على الرجم، الحديث ٨١٢، إلا أن فيه: يونس بن عبد الرحمن، عن أبي بصير بلا واسطة، وما في التهذيب موافق للكافي: الجزء ٧، كتاب الحدود ٣، باب ما يوجب الرجم ٧، الحديث ٤، والوافي والوسائل أيضا.
وروى أيضا بسنده، عن إسماعيل بن مرار، وعبد الجبار بن المبارك، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، وعبد الله بن مسكان.
التهذيب: الجزء ٤، باب الكفارة في اعتماد إفطار يوم من شهر رمضان، الحديث ٦٠١.
ورواها في باب الزيادات، الحديث ٩٤٤ من الجزء، وفيه: عبد الله بن سنان، بدل عبد الله بن مسكان.
ورواها في الإستبصار: الجزء ٢، باب كفارة من أفطر يوما من شهر رمضان، الحديث ٣١٤، إلا أن فيه: إسماعيل بن مرار، عن عبد الجبار بن المبارك، عنيونس بن عبد الرحمن، والوافي كما في المورد الأول من التهذيب، وكذلك الوسائل، إلا أن فيه: ابن سنان نسخة.
وروى أيضا بسنده، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن بكير، عن أبي عبد الله(عليه السلام) التهذيب: الجزء ٦، باب البينات، الحديث ٧٣٢.
ورواها الكليني في الكافي: الجزء ٧، كتاب الشهادات ٥، باب ما يجوز من شهادة النساء وما لا يجوز ١٣، الحديث ٧، وفيه: عبد الله بن بكير، بدل عبد الرحمن بن بكير، والظاهر هو الصحيح الموافق للوافي والوسائل أيضا.
روى الكليني بسنده، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن صفوان، أو قال: عن عمر بن أذينة.
الكافي: الجزء ٧، كتاب المواريث ٢، باب ميراث الولد مع الأبوين ١٨، الحديث ١.
ورواها الشيخ في التهذيب: الجزء ٩، باب ميراث الوالدين، الحديث ٩٨٢، وفيه: يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أذينة، بلا ذكر صفوان، وهو الموافق للوافي والوسائل أيضا.
روى الشيخ بسنده، عن محمد بن يعقوب، مرسلا عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة.
التهذيب: الجزء ٤، باب الزيادات في الزكاة، الحديث ٣٢٥.
وهنا اختلاف تقدم في محمد بن يعقوب، مرسلا عن يونس بن عبد الرحمن.
وروى أيضا بسنده، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن سالم، عن يحيى بن محمد، عن أبي عبد الله(عليه السلام) التهذيب: الجزء ٩، باب الإشهاد على الوصية، الحديث ٧١٥.
ورواها الكليني في الكافي: ال