اخترنا لكم : هاني بن هاني السبيعي

هو آخر من أرسل إلى الحسين(عليه السلام) من قبل أهل الكوفة مع سعيد بن عبد الله الحنفي، وكتبوا إليه كتابا يطلبون فيه أنهم ينتظرونه ولا رأي لهم غيره(عليه السلام)، وطلبوا منه العجلة، فأوصل الكتاب إلى الحسين(عليه السلام) فقرأه، وكتب(عليه السلام) كتابا أرسله معهما، وكتب فيه أنه يبعث إليهممسلم بن عقيل. الإرشاد: في مكاتبة أهل الكوفة إلى الحسين(عليه السلام) . أقول: ولا يبعد اتحاد هذا مع من بعده.

مهيار بن مرزويه

معجم رجال الحدیث 20 : 100
T T T
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء (٩)، عند عده شعراء أهل البيت المجاهرين: «المولى الجليل أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي: فاضل، شاعر، أديب، من شعراء أهل البيت(عليهم السلام) المجاهرين، من غلمان الشريف الرضي، جمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال له أبو القاسم بن برهان: انتقلت بإسلامك من زاوية من النار إلى زاوية منها، فقال: ولم؟ قال: لأنك كنت مجوسيا فأسلمت، فصرت تسب السلف في شعرك، فقال: لا أسب إلا من سبه الله ورسوله».
وقال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (١٠٢١)، بعد نقل ما ذكرناه من معالم العلماء: «و له شعر كثير في مدح أهل البيت(عليهم السلام)، وديوان شعركبير.
وقال بعض العلماء: خيار مهيار خير من خيار الرضي، وليس للرضي رديء أصلا.
ومن شعره قوله من قصيدة:
حملوها يوم السقيفة أوزارا* * * تخف الجبال وهي ثقال
ثم جاءوا من بعدها يستقيلون* * * وهيهات عثرة لا تقال
و تحال الأخمار والله يدري* * * كيف كانت يوم الغدير الحال
و قوله من قصيدة:
أبا حسن إن أنكروا الحق فضله* * * على أنه والله إنكار عارف
فألا سعى للبين أخمص بازل* * * وألا سمت للنعل إصبع خاصف
و إلا كما كنت ابن عم ووالدا* * * وصنوا وصهرا كان لم يقارف
أخصك بالتفضيل إلا لعلمه* * * بعجزهم عن بعض تلك المواقف
و قوله من قصيدة:
و أما وسيدهم على قولة* * * تشجي العدو وتبهج المتواليا
لقد ابتنى شرفا لهم لو رامه* * * زحل بباغ كان عنه نائيا
وهب الغدير أبوا عليه قبوله* * * بغيا فكم عدوا سواه مساعيا
بدرا وأحدا أختها من بعدها* * * وحنين وقارا بهن فصاليا
و الصخرة الصماء أخفى تحتها ماء* * * وغير يديه لم يكن ساقيا
و تدبروا خبر اليهود بخيبر* * * وارضوا بمرحب وهو خصم قاضيا
و تفكروا في أمر عمرو أولا* * * وتفكروا في أمر عمرو ثانيا
أسدان كانا من فريسة سيفه* * * ولقلما هابا سواه مناويا
و قوله من قصيدة:
أبوهم وأمهم من علمت* * * فانقص مديحهم أو زد
أرى الدين من بعد يوم الحسين* * * عليلا له الموت بالمرصد
سيعلم من فاطم خصمه* * * بأي نكال غدا يرتدي
و من ساء أحمد يا سبطه* * * فباء بقتلك ما ذا يدي
فداؤك نفسي ومن لي بذاك* * * ولو أن مولى بعبد فدي
و ليت سبقت فكنت الشهيد* * * أمامك يا صاحب المشهد
أنا العبد والاكم عقده* * * إذا القول بالقلب لم يعقد
و فيكم ولائي وديني معا* * * وإن كان في فارس مولدي
و قوله أيضا:
أيها العاتب ما ذاك* * * وما أعرف ذنبي
أ تظن الدمع دينا* * * تتقاضاه بعتبي
إن تكن أنكرت حفظي* * * لك وارتبت بحبي
فبعين الله يا ظالم* * * عيناي وقلبي.
و قوله:
يلحى على البخل الشحيح بماله* * * أ فلا تكون بماء وجهك أبخلا
أكرم يديك عن السؤال فإنما* * * قدر الحياة أقل من أن تسألا
و لقد أضم إلي فضل قناعتي* * * وأبيت مشتملا بها متزملا
و إذا امرؤ أفنى الليالي حسرة* * * وأمانيا أفنيتهن توكلا
و قال ابن خلكان: «مهيار بن مرزويه، الكاتب الفارسي الديلمي الشاعر المشهور .. كان جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات .. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه .. وذكره أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر، فقال: هو شاعر، له في مناسك الحج مشاعر، وكاتب تجلى تحت كل كلمة من كلماته كاعب، وما في قصيدة من قصائده بيت يتحكم عليه بلو وليت (و هي مصبوبة في قالب القلوب وبمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب).
ثم قال ابن خلكان: توفي في سنة (٤٢٨)».