اخترنا لكم : أم ولد لجعفر بن أبي طالب

تقدمت في أم سعيد الأحمسية.

محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى

معجم رجال الحدیث 17 : 320
T T T
قال النجاشي: «محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى أبو جعفر القرشي، مولاهم صيرفي، ابن أخت خلاد المقرئ، وهو خلاد بن عيسى، وكان يلقب محمد بن علي أبا سمينة، ضعيف جدا، فاسد الاعتقاد، لا يعتمد في شيء، وكان ورد قم، وقد اشتهر بالكذب بالكوفة، ونزل على أحمد بن محمد بن عيسى مدة، ثم تشهربالغلو فجفا، وأخرجه أحمد بن محمد بن عيسى عن قم، وله قصة، وله من الكتب: كتاب الدلائل، وكتاب الوصايا، وكتاب العتق.
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن [الحسين، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عنه، بكتاب الدلائل.
وأخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، عنه، بكتبه.
وكتاب تفسير عم يتساءلون، وكتاب الآداب.
أخبرنا ابن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عنه».
وقال الشيخ (٦٢٥): «محمد بن علي الصيرفي، يكنى أبا سمينة، له كتب، وقيل إنها مثل كتب الحسين بن سعيد.
أخبرنا بذلك جماعة، عن أبي جعفر ابن بابويه، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عنه، إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو أو تدليس، أو ينفرد به، ولا يعرف من غير طريقه».
وعد في رجاله محمد بن علي القرشي من أصحاب الرضا(عليه السلام) (١١).
وعده البرقي أيضا من أصحاب الرضا(عليه السلام) .
وقال الكشي (٤١٩): أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي: قال حمدويه عن بعض مشيخته: محمد بن علي رمي بالغلو، قال نصر بن الصباح: محمد بن علي الطاهي هو أبو سمينة.
وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان أنه قال: كدت أن أقنت على أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي، قال: قلت له: ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال: إني (لأني أعرف) لأعرف منه ما لا تعرفه.
و ذكر الفضل في بعض كتبه من الكذابين المشهورين أبو الخطاب، ويونس بن ظبيان، ويزيد الصائغ، ومحمد بن سنان، وأبو سمينة أشهرهم».
وقال ابن الغضائري: «محمد بن علي بن إبراهيم الصيرفي، ابن أخت خلاد المقرئ أبو جعفر الملقب بأبي سمينة: كوفي، كذاب، غال، دخل قم واشتهر أمره بها، ونفاه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري (رحمه الله) عنها، وكان شهيرا في الارتفاع، لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه».
بقي هنا أمران: الأول: أن محمد بن علي بن إبراهيم الملقب بأبي سمينة لا ينبغي الشك في ضعفه لما عرفت، وقد استثنى ابن الوليد من روايات محمد بن أحمد بن يحيى ما يرويه عن أبي سمينة.
وقد وقع في إسناد كامل الزيارات، والمذكور فيه محمد بن علي القرشي، فقد روى عن عبيد بن يحيى الثوري، وروى عنه محمد بن أبي القاسم ماجيلويه.
كامل الزيارات: الباب ١٦، فيما نزل به جبرئيل في الحسين بن علي(عليه السلام)، الحديث ٧.
ويمكن أن يقال: إن محمد بن علي القرشي الواقع في سند كامل الزيارات لم يعلم أنه أبو سمينة، فإن أبا سمينة، وإن كان قرشيا واسمه محمد بن علي، إلا أنه لا يلازم انحصار المسمى بهذا الاسم فيه، فمن الممكن أنه رجل آخر، ورواية محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عنه لا تدل على الاتحاد، لإمكان روايته عن كلا الرجلين.
ومما يؤيد التغاير، أن الصدوق(قدس سره) روى في الفقيه: عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن إسماعيل بن بشار، في طريقه إلى عبد الحميد الأزدي، وعن محمد بن علي القرشي الكوفي، عن محمد بن سنان، في طريقه إلى أبي الجارود، وعن محمد بن عليالكوفي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، في طريقه إلى أبي خديجة سالم بن مكرم الجمال، وعن محمد بن سنان في طريقه إلى إبراهيم بن سفيان، وعلي بن محمد الحضيني، ومحمد بن سنان.
وقد التزم الصدوق(قدس سره) أن لا يذكر في كتابه إلا ما يعتمد عليه، ويحكم بصحته، فكيف يمكن أن يذكر فيه روايات من هو معروف بالكذب والوضع، إذا فمحمد بن علي القرشي الكوفي رجل آخر غير أبي سمينة، المشهور بالكذب.
الأمر الثاني: أن محمد بن علي الملقب بأبي سمينة، غير محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمداني المتقدم، والذي يدلنا على ذلك أمور: الأول: أن ابن الوليد استثنى من روايات محمد بن أحمد بن يحيى ما يرويه عن محمد بن علي الهمداني، وما يرويه عن محمد بن علي أبي سمينة، وهذا صريح في التعدد، وأن الهمداني غير أبي سمينة.
الثاني: أن ابن الغضائري عنون كلا من الرجلين وذكر في الهمداني أن حديثه يعرف وينكر، ويروي عن الضعفاء، ويعتمد المراسيل، وذكر في الثاني أنه كذاب غال، وكان شهيرا في الارتفاع، لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه، وكذلك النجاشي عنون كلا من الرجلين، ولم يذكر في الأول قدحا في الرجل، بل ذكر أنه كان وكيلا، وذكر في الثاني أنه ضعيف جدا، فاسد الاعتقاد .. إلى آخر ما ذكره.
الثالث: أن جد والد محمد بن علي الهمداني اسمه محمد، وجد محمد بن علي الملقب بأبي سمينة موسى، فهما رجلان.
الرابع: أن محمد بن علي الهمداني من أهل همدان، وكان يسكن بها، كما يظهر من كلام النجاشي، وأما محمد بن علي الملقب بأبي سمينة فهو كوفي، انتقل إلى قم، كما صرح به النجاشي وابن الغضائري.
و مما ذكرناه يظهر أن ما ذكره ابن بطة، من أن محمد بن علي الهمداني هو أبو سمينة، كما تقدم عن الشيخ، فهو غير صحيح.
وكيف كان، فطريق الشيخ إلى محمد بن علي الملقب بأبي سمينة صحيح.